مصـــــــــــــر محور الكون _ د. جيهان حكيم

اهل الثرثرة يتحدثون عن مصر في كل مكان
ويضعونها في مقارنة فارغة رغم ان المشهد واضح وضوح الشمس
بل في الحقيقة لا توجد أي دولة تقارن نفسها بأي بلد إلا مصر
كل من يرغب في الحديث عن أي وضع قائم لابد وأن يذكر مصر
الدولة الوحيدة التي يجتمعون علي أخبارها كوليمة دسمة للحوار هي مصر
نجد من يمدح واخر يذم وحفنة تهاجم وشرذمة تتأمر وبعض كاره والأخر حاقد وكثير ناكر وجاهل ساخر يتساءل :
وهل مصر محور الكون ؟!
قبل أن أجيب علينا أن نستهل بسؤال موضوعي هام :
( مادامت مصر لا تمثل أدني أهمية لديكم لماذا لا تخلو أحاديثكم من ذكرها حتي اثناء السير في الطرقات )
نعم ..
مصر محور الكون لأنها بلد استثنائي لبعض ما سيأتي ذكره على سبيل المثال لا الحصر
مصر التي شرفها المولي عز وجل وتجلي على أرضها فأمست ربيع دائم ومسك عاطر
مصر التي باركها وقدسها صوت الله حين كلم موسي تكليماً
مصر التي ذكرها رب العزة فى خمس آيات صريحة  وأخري ضمنية دوناً عن سائر بلدان الأرض
مصرالتي جاء ذكرها في كل الكتب السماوية وفي صفر التكوين والعهد القديم والجديد ونزلت بها “التوراة” في ألواح من السماء
مصر الدولة الوحيدة التي توجد بها خزائن الأرض
مصر التي أنقذت كل شعوب الأرض من الموت جوعاً في سنوات القحط العجاف، فأطعمتهم من خيرها فظلت صاحبة الفضل عليهم وعلى أحفادهم إلى يوم الدين بنص قراني صريح
مصرالتي خصها الله بالأمن والأمان بطولها وعرضها في قوله جل علاه (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)
مصر مهبط الأنبياء وملجأ الرسل بداية من نبي الله ادريس وبنى إسرائيل ونبي الله “يعقوب” وزوجته وأولاده ومريم بنت عمران ونبي الله عيسى ابن مريم ونبي الله يوسف وهاجر زوجة أبو الانبياء ابراهيم وأم نبي الله إسماعيل أبو العرب
مصر التي أكد الرسول أن جندها خير أجناد الارض وأن شعبها في رباط إلى يوم الدين.
مصر التي حباها الله بعبقرية المكان حيث تربط ثلاث قارات ليس مثلها بلاد وتتربع بموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط العالم ويلتف حولها الجميع ولا تلتفت الي احد مما جعلها مطمع دائم في كل زمان من  محتل غاشم
مصرر الأرض الوحيدة التي قام بناءها على علم وحضارة وثقافة وقوة عسكرية أذهلت العالم ولازالت تتردد أصداؤها في كل ركن من أركان العالم
مصر ليست مجرد حضارة من الماضي، بل هي أسطورة الحضارات التي أورثت العالم العديد من العلوم، إذ كانت السباقة في علوم الهندسة والعمارة والرياضيات والكيمياء والطب والجراحة
حضارة مصر تُدرس في معظم جامعات العالم من خلال مادة علم المصريات
مصر أول من اسس مفهوم الدولة التي تتخذونها نموذج الان ويسير العالم كله على نهج ما رسمته
مصر أول من كون جيش في العالم بأسره
لذا ..
مصر جيشها وطني حر درع امان سواعده ابناءه غير مخلط بمرتزقة واعوان ولم يهرب يوماً ولم يترك شعبه للجرذان وخفافيش الظلام
مصر ابناءها جذورهم مصرية خالصة تمتد لبداية خلقها دون طوائف أو تهجين او تهجير
مصر الدولة الوحيدة التي لم يخرج منها مصري لاجئ لأى بلد قط
عبر تاريخ الاحتلال والثورات والويلات والمعاناة
مصر الدولة الوحيدة التي تعيد التوازن إلى الشرق الأوسط بعد اختلاله
مصر الدولة الوحيدة التي تمتد أصولها الي الملوك والملكات بينما كان باقي العالم عبيد وجواري

مصر لم تعرف حدوداً للإبداع
مصرعبدالباسط  والطبلاوي والمنشاوي والحصري وغيرهم من مقرئي علموا العالم التلاوة
مصر رمز العلم والعلماء احمد زويل ومجدى يعقوب والاف الأسماء
مصرمنارة الأدب والادباء  طه حسين ونجيب محفوظ والعقاد وادريس والسباعي وغيرهم من ادباء العالم
حتي الفن المصري القديم ظل نموذج يحتذى به في العالم أجمع
مصر الفن الراقي الأصيل ام كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب ونجاة وشادية وغيرهم
اما الذين أنكرو نعم وأفضال مصر عليهم، وحقدوا عليها وتآمروا عليها والجهلاء الذين يتشدقون ويتنابزون بالألقاب ويبثون الفتن – ليل نهار- عبر أبواقهم الممولة موظفين رسائل خبيثة تستهدف بوضوح تحقير مصر بأن فيها راقصات وعاهرات وسكاري
نعم ..
فيها وعلى ترابها الصالح والطالح مثلها مثل باقي بلاد العالم اجمع ولا توجد بلد على ارضها انبياء وملائكة رحمن وضع طبيعي وفطرى خلق الله عليه عباده لاختلاف البشر
ولكن أين أنتم من مكانتها في الأديان ؛ آثارها، جيشها، فنونها، وثقافتها التي جعلت منها قوة خالدة، مبهرة للعالم القديم والحديث.
إنها مصــــــــــــــــر ام العرب والحكاية التي لا تنتهي
وأنتم صفر تربيع
بعض من المرضي النفسيين المفلسين الذين لا يمتلكون مشروع سياسي قابل للحياة
ولا يجيدون سوى الشعارات الطنانة التي تطلقونها هنا وهناك لمن يتقمص دور البغبغاء ويجاور الانعام في ضلال العقل كما وصف الله
وهذا أقصى ما تستطيعون تحقيقه نشر مزيد من البؤس
كما أن الجاحد يجهل أن مصر هويتها الوطنية تشكلت بصلابة عبر سبعة الاف سنة مما يجعلها قادرة على دحر أي قوة تريد تشريد او شرذمة هذه الهوية الراسخة ولأنها هكذا فان من يستهدفها مهما بلغت شراسته مصيره الهزيمة والاندحار
لأن مصر بتكوينها التاريخي ديمغرافياً واجتماعياً وثقافياً وحضارياً
بلد عصى على التقسيم
حيث أن مصر ليس بها مرتزقة ولا حوثي ولا داعشي  ولا جبهة ولا كردي ولا قاعدة ولا حزب ولا كثير من مسميات الانشقاق والعصبيات والانقسام
صحيح ان مصر تواجه مشاكل ضخمة لكن الصحيح أيضا أنها لن تسقط أمام حثالة مأجورة ممولة حاقدة فضل الله عليها
المصري قد يختلف مع النظام وهذا حقه وهو لا يقدس اشخاص
لكنه يتفق علي حب الوطن وحمايته
ولأن مصر مقبرة الغزاة وقاهرة كل المعتدين
ستذهبون ويذهب ريحكم وستبقي ( مصر )